نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 376
البلاغة :
١ ـ المجاز المرسل :
في قوله تعالى
: «إنا لنراك في ضلال مبين» وقوله : «ليس بي ضلالة» فقد جعل الضلال ظرفا والضلال
ليس ظرفا يحل فيه الإنسان.
لأنه معنى من
المعاني ، وإنما يحل في مكانه فاستعمال الضلال في مكانه مجاز مرسل أطلق فيه الحال
وأريد المحل ، فعلاقته الحاليّة ، وفائدته المبالغة في وصفه بالضلال وإيغاله فيه ،
حتى كأنه مستقر في ظلماته لا يتزحزح عنها. وزادوا في المبالغة بأن أكدوا ذلك بأن
صدّروا الجملة بأن وزادوا اللام في خبرها.
٢ ـ نفي الأخصّ والأعمّ :
وأردف ذلك
بقوله : «ليس بي ضلالة» للإطاحة بما زعموه ، وتفنيد ما توهموه ، وهو من أحسن الرد
وأبلغه وأفلجه للخصم ، لأنه نفى أن تلتبس به ضلالة واحدة ، فضلا عن أن يحيط به
الضلال ، فلم يقل : ضلال ، كما قالوا ، كما يقتضيه السياق. وقد توثّب خيال
الزمخشري فقرر أن الضلالة أخص من الضلال ، فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه ،
كأنه قال : ليس بي شيء من الضلال ، كما لو قيل لك : ألك تمر؟ فقلت : مالي ثمرة.
ولكن الزمخشري غفل عن نقطة هامة جدا في هذا البحث العظيم ، لأن نفي الأخص أعم من
نفي الأعم ، فلا يستلزمه ضرورة أن الأعم لا يستلزم الأخص ، بخلاف العكس ، ألا ترى
أنك إذا قلت : هذا ليس بإنسان ، لم يستلزم ذلك أن لا يكون حيوانا ، ولو قلت : هذا
ليس بحيوان ، لاستلزم أن لا يكون إنسانا.
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 376