(وَلَقَدْ
خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) الواو استئنافية ، والكلام مستأنف مسوق للتذكير بالنعمة
السارية من آدم الى ذريته ، والتي تستوجب الشكران الدائم. واللام جواب قسم محذوف ،
وقد حرف تحقيق ، وخلقناكم فعل وفاعل ومفعول به ، ثم حرف عطف للترتيب والمهلة ،
وصورناكم عطف على خلقناكم ، وتوجيه الخطاب الى المخاطبين مع أن المراد آدم هو
تأكيد معنى الشكران للنعمة السابغة ، ثم قلنا للملائكة عطف على ما تقدم ،
وللملائكة جار ومجرور متعلقان بقلنا ، واسجدوا فعل أمر ، والواو فاعل ، والجملة في
محل نصب مقول القول ، ولآدم جار ومجرور متعلقان بقوله : اسجدوا (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ
يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) الفاء للترتيب مع التعقيب ، كأنما امتثلوا للأمر فور
صدوره ، وسجدوا فعل وفاعل ، وإلا أداة استثناء وإبليس مستثنى من فاعل سجدوا ،
وجملة لم يكن من الساجدين إما استئنافية كأنها جواب عن سؤال مقدر ، ويجوز أن تكون
حالية ، أي : إلا إبليس حال كونه ممتنعا من السجود ، ومن الساجدين جار ومجرور
متعلقان بمحذوف خبر يكن (قالَ ما مَنَعَكَ
أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وجملة منعك في محل
رفع خبرها ، والمعنى : أي شيء منعك. وأن وما بعدها في
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 310