(حَكَماً) : حاكما لا يحكم إلا بالعدل ، وهو أبلغ من حاكم ، لأن
الحكم لا يحكم إلا بالعدل ، والحاكم قد يشتطّ ويجور ، أو لأن الحكم تكرر منه ،
بخلاف الحاكم فإنه يصدق بمرّة واحدة ، وقد رمق أبو الطيب المتنبي سماء هذه الكلمة
بقوله :
يا أعدل
الناس إلّا في معاملتي
فيك الخصام
وأنت الخصم والحكم
الاعراب :
(أَفَغَيْرَ اللهِ
أَبْتَغِي حَكَماً) الجملة عطف على مقدّر يقتضيه سياق الكلام ، أي قل لهم :
أأميل إلى زخارف الدنيا فأبتغي حكما؟ والهمزة للاستفهام الإنكاري ، فهي مقول قول
محذوف ، وجملة القول مستأنفة ، وغير الله مفعول به مقدم لأبتغي ، وحكما حال أو
تمييز ، ويجوز أن يكون «حكما» هو المفعول به ، و «غير» حال من «حكما» لأنه في
الأصل وصف له (وَهُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) الواو للحال ، والجملة حال مؤكدة للإنكار ، وهو مبتدأ ،
والذي خبر ، وجملة أنزل صلة لا محل لها ، وإليكم جار ومجرور متعلقان بأنزل ،
والكتاب مفعول به ، ومفصلا حال من الكتاب
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 203