(وَإِذا رَأَيْتَ
الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا) الكلام مستأنف مسوق لأمره صلى الله عليه وسلم بالإعراض
عنهم في خوضهم في آياتنا. وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب ، وهو :
فأعرض عنهم ، ورأيت فعل وفاعل ، والرؤية هنا بصرية ، ولذلك تعدّت لواحد ، ولا بد
حينئذ من تقدير حال محذوفة ، أي : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا متلبسين
بالخوض فيها ، ويجوز أن تكون الرؤية قلبية ، وحذف المفعول الثاني للاختصار ،
والذين مفعول به ، وجملة يخوضون صلة الموصول ، وفي آياتنا جار ومجرور متعلقان
بيخوضون (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) الفاء رابطة لجواب الشرط ، وأعرض فعل أمر ، وعنهم جار
ومجرور متعلقان بأعرض ، وحتى حرف غاية وجر ، ويخوضوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة
بعد حتى ، وفي حديث جار ومجرور متعلقان بيخوضوا ، وحتى الجارة ومجرورها المؤول
متعلقان بـ «أعرض» ، وغيره صفة لحديث ، والضمير يعود على الآيات ، والتذكير
باعتبارها قرآنا أو حديثا (وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) الكلام مستأنف مسوق لتقدير طروء النسيان بوسوسة
الشيطان. وإن شرطية ، وما زائدة ، أدغمت فيها نون «إن» ، أي : إن شغلك الشيطان
بوسوسته حتى تنسى النهي عند مجالستهم. وينسينك فعل مضارع مبني على الفتح في محل
جزم فعل الشرط ، والنون نون التوكيد الثقيلة ،
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 143