نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 132
والأجناس ، فإنه سبحانه بعد أن أخبر بأن عنده مفاتيح كلّ غيب ، إذ اللام
للجنس ها هنا مجملا في القول ، تمدّح بأنه يعلم ما في البر والبحر من أصناف
الحيوان والنبات والجماد ، وحاصر الكليات المولدات ، ورأى سبحانه أن الاختصار على
ذلك لا بكمل به معنى التمدح لاحتمال أن يظنّ ضعيف أنه يعلم الكليات دون الجزئيات ،
فإن
المولدات
الثلاث ـ وإن كانت جزئيات بالنسبة إلى العالم ـ فكل واحد منها كليّ بالنسبة الى ما
تحته من الأجناس المتوسطة والأنواع وأصنافها ، فقال لكمال التّمدّح : «وما تسقط من
ورقة إلا يعلمها» ، وعلم أن علم ذلك قد يشاركه فيه من مخلوقاته كل من خلق له
إدراكا وهداه إلى طريق ذلك. فشارك فيه فتمدح بما لا يشارك فيه بقوله : «ولا حبة في
ظلمات الأرض» ، ثم ألحق هذه الجزئيات بعد حصرها بالكليات حيث قال : «ولا رطب ولا
يابس» لأن جميع المولّدات وعناصرها التي تولدت منها ـ ما كان منها في باطن الأرض
وما خرج الى ظاهرها ـ لا يخرج عن هذين القسمين. وألغى ذكر المعتدل فإنه ممتزج من
هذين القسمين. فاستغنى بذكر الأصل عن الفرع. ثم قال : «إلا في كتاب مبين» إشارة
إلى أن علمه بذلك علم من معلومه مفيد في كتاب مبين. فهو يأمن الضلال والنسيان.
نماذج شعرية :
وقال أبو
الطّيّب المتنبي رامقا هذه السّماء العالية من البيان :
هي الغرض
الأقصى ورؤيتك المنى
ومنزلك
الدنيا وأنت الخلائق
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 132