نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 2 صفحه : 459
وهذا أولى من جعلها سببية ، لأنها مسبوقة بالاستفهام ، وأواري فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية ، لأن الفاء الواقعة جوابا للاستفهام تنعقد من
الجملة الاستفهامية والجواب شرط وجزاء ، وهنا لا تنعقد ، تقول : أتزورني فأكرمك ،
والمعنى : إن تزرني أكرمك ، ولو قلت هنا : إن أعجز عن أن أكون مثل هذا الغراب أوار
سوءة أخي ، لم يصحّ ، لأن المواراة لا تترتب على عجزه عن كونه مثل الغراب ، ولهذا
اعتبرنا العطف أولى. وسوءة أخي مفعول به ، فأصبح الفاء عاطفة ، وأصبح فعل ماض ناقص
، واسمها ضمير مستتر تقديره هو ، ومن النادمين خبرها.
البلاغة :
المجاز في قوله
: «يا ويلتا» ، لأنه نادى ما لا يعقل. وأصل النداء أن يكون لمن يعقل.
الفوائد :
هذه القصة التي
أوردها القرآن تصلح نواة لقصة عظيمة ، وهي بحاجة الى القلم المبدع ، ليعد منها قصة
فنية رائعة. روي أن آدم مكث بعد مقتل هابيل مائة سنة لا يضحك ، وأنه رثاه بشعر ،
وهو كذب منحول ، فقد صح أن الأنبياء لا يقولون الشعر. وروى ميمون ابن مهران عن ابن
عباس أنه قال : من قال إن آدم قال شعرا فهو كذب ، ولكنه كان ينوح عليه ، ويصف حزنه
نثرا من الكلام ، شبه المرثية ، فتناسخته القرون ، فلما وصل الى يعرب بن قحطان وهو
أول من خط بالعربية نظمه شعرا فقال :
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 2 صفحه : 459