(لا تَغْلُوا) لا تتجاوزوا الحد المعقول. وأصل الغلوّ في كل شيء
مجاوزة حده. وغلا بالجارية عظمها ولحمها إذا أسرعت في الشباب فجاوزت لداتها ، يغلو
بها غلوّا وغلاء. ومن ذلك قول الحارث بن خالد المخزومي ، وهي أبيات جميلة ، يذكر
فيها صاحبته وما مضى من أيامه وأيامها :
إذ ودّها صاف
ورؤيتها
أمنية
وكلاهما غنم
لفّاء مملوء
مخلخلها
عجزاء ليس
لعظمها حجم
خمصانة قلق
موشّحها
رود الشباب
غلا بها عظم
وكأن غالية
تباشرها
تحت الثياب
إذا صفا النجم
الاعراب :
(يا أَهْلَ الْكِتابِ
لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) كلام مستأنف مسوق لتحذير أهل الكتاب من المغالاة. ويا
حرف نداء وأهل الكتاب منادى مضاف ، ولا ناهية وتغلوا فعل مضارع مجزوم بلا ، وفي
دينكم متعلقان بتغلوا
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 2 صفحه : 389