responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 330
لمّا رأى أنّه فعل بالأندلس ما فعل [1] ، وما ركب إليها من الأخطار، وأنّه نهد إليها من أنأى ديار المشرق من غير عصابة ولا أنصار، فغلب أهلها على أمرهم، وتناول الملك من أيديهم بقوّة شكيمة، ومضاء عزم حتى انقاد له الأمر، وجرى على اختياره، وأورثه عقبه، وكان يسمّى بالأمير، وعليه جرى بنوه من بعده، فلم يدع أحد منهم بأمير المؤمنين تأدّباً مع الخلافة بمقر الإسلام ومنتدى العرب، حتى كان من عقبه عبد الرحمن الناصر، وهو ثامن بني أمية بالأندلس، فتسمّى بأمير المؤمنين على ما سنذكره، لما رأى من ضعف خلفاء بني العباس بعد الثلاثمائة، وغلبة الأعاجم عليهم، وكونهم لم يتركوا لهم غير الاسم، وتوارث التلقيب بأمير المؤمنين بنوا عبد الرحمن الناصر واحداً بعد واحد.
قال ابن خلدون [2] : وكان لبني عبد الرحمن الداخل بالعدوة الأندلسية ملكضخم ودولة متسعة اتصلت إلى ما بعد المائة الرابعة، وعندما شغل المسلمون بعبد الرحمن وتمهيد أمره قوي أمر الجلالقة، واستفحل سلطانهم، وعمد فرويلة بن أذفونش ملكهم إلى ثغور البلاد فأخرج المسلمين منها، وملكها من أيديهم، فملك مدينة لكّ وبرتقال وسمّورة وشلمنقة قشتالة وشقوبية [3] ، وصارت للجلالقة حتى افتتحها المنصور بن أبي عامر آخر الدولة، ثم استعادوها بعده فيما استعادوه من بلاد الأندلس، واستولوا على جميعها حسبما يذكر، ولله سبحانه الأمر؛ انتهى.
وخاطب عبد الرحمن قارله [4] ملك الإفرنج، وكان من طغاة الإفرنج، بعد أن تمرّس به مدة، فأصابه صلب المكسر، تامّ الرجولية، فمال معه إلى

[1] ابن خلدون: لما رأى ما فعل بالأندلس.
[2] كذا في ج، والنقل عن ابن خلدون ما يزال مستمراً؛ وفي ق: قال ابن سعيد؛ وفي ك: قال ابن حيان؛ وفي ط بياض.
[3] شقوبية: (Segovia) .
[4] قارله: سقطت من ط؛ وفي ج: فارله.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست