responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 243
نقم على مولاه طارقٍ إذ غزا بغير إذنه، وهمّ بقتله، ثم ورد عليه كتاب الوليد بإطلاقه، فأطلقه وخرج معه إلى الشام " انتهى.
[خبر بيت الحكمة بالأندلس]
" وقول لذريق: إن هذه الصور هي التي رأيناها في بيت الحكمة إلخ أشار به إلى بيت حكمة اليونان، وكان من خبره [1] - فيما حكى بعض علماء التاريخ - أن اليونان، وهم الطائفة المشهورة بالحكم، كانوا يسكنون بلاد الشرق قبل عند الاسكندر، فلمّا ظهرت الفرس، واستولت على البلاد، وزاحمت اليونان على ما كان بأيديهم من المملك، انتقل اليونان إلى جزيرة الأندلس، لكونها طرفاً في آخر العمارة، ولم يكن لها ذكر إذ ذاك، ولا ملكها أحدٌ من الملوك المعتبرة ولم تك عامرة، وكان أوّل من عمّر فيها واختطّها أندلس بن يافث بن نوح عليه السلام، فسميت باسمه، ولما عمرت الأرض بعد الطوفان كان الصورة المعمورة منها عندهم على شكل طائر رأسه المشرق، والجنوب والشمال رجلاه، وبينهما بطنه، والمغرب ذنبه، وكانوا يزدرون المغرب لنسبته إلى أخسّ أجزاء الطير. وكانت اليونان لا ترى فناء الأمم بالحروب لما فيها من الأضرار والاشتغال عن العلوم التي كان الاشتغال بها عندهم من أهم الأمور، فلذلك انحازوا من بين يدي الفرس إلى الأندلس، فلمّا صاروا إليها أقبلوا على عمارتها، فشقّوا الأنهار، وبنوا المعاقل، وغرسوا الجنّات والكروم، وشيّدوا الأمصار، وملؤوها حرثاً ونسلاً وبنياناً، فعظمت وطابت، حتى قال قائلهم لما رأى بهجتها: إن الطائر الذي صوّرت هذه العمارة على شكله وكان المغرب ذنبه كان طاووساً معظم جماله في ذنبه ".
وحكي أن الرشيد هرون - رحمه الله - لمّا حضر بين يديه بعض أهل

[1] عاد إلى النقل عن ابن خلكان 4: 406.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست