responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 234
لهم، إلى أن يلحق بدار الخلافة، ونمي الخبر إلى الوليد فاشتدّ قلقه بمكان المسلمين من دار الحرب، ورأى أنّ ما همّ به موسى غرر بالمسلمين، فبعث إليه بالتوبيخ والانصراف، وأسرّ إلى سفيره أن يرجع بالمسلمين إن لم يرجع [1] ، وكتب له بذلك عهده، ففتّ ذلك في عزم موسى، وقفل عن الأندلس بعد أن أنزل ابنه عبد العزيز لسدّها وجهاد عدوّها [2] ، وأنزله بقرطبة فاتخذها دار إمارة، واحتلّ موسى بالقيروان سنة خمس وتسعين، وارتحل إلى المشرق سنة ست بعدها بما كان معه من الغنائم والذخائر والأموال على العجل والظّهر، يقال: إن من جملتها ثلاثين ألف رأسٍ من السبي، وولّى على إفريقية ابنه عبد الله، وقدم على سليمان بن عبد الملك فسخطه ونكبه، وثارت عساكر الأندلس بابنه عبد العزيز بإغراء سليمان فقتلوه لسنتين من ولايته، وكان خيّراً فاضلاً، وافتتح في ولايته مدائن كثيرة، وولّي من بعده أيوب بن حبيب اللخمي، وهو ابن أخت موسى بن نصير، فوليّ عليها ستة أشهر، ثم تتابعت ولاة العرب على الأندلس: تارة من قبل الخليفة، وتارة من قبل عامله بالقيروان، وأثخنوا في أمم الكفر وافتتحوا برشلونة من جهة المشرق، وحصون قشتالة وبسائطها من جهة الجوف، وانقرضت أمم القوط، وأرز [3] الجلالقة ومن بقي من أمم العجم إلى جبال قشتالة وأربونة وأفواه الدّروب فتحصّنوا بها، وأجازت عساكر المسلمين ما وراء برشلونة من دروب الجزيرة حتى احتلوا البسائط وراءها، وتوغّلوا في بلاد الفرنجة، وعصفت ريح الإسلام بأمم الكفر من كل جهة، وربما كان بين جنود الأندلس من العرب اختلافٌ وتنازعٌ أوجد للعدو بعض الكرّة، فرجع الإفرنج ما كانوا غلبوهم عليه من بلاد برشلونة لعهد ثمانين

[1] ابن خلدون: إن لم يرجع هو.
[2] ابن خلدون: لغزوها وجهاد أعدائها.
[3] ك: وأوى؛ وأرز بمعنى لجأ وأوى.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت احسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست