نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 7
الباقي من مقدمة المؤلف
..... أكثرها تحوّلا، و تغيّرا، العوائد في أخلاق أكثر العالم، و معاملاتهم، و رسومهم، فتلقطت هذا الفن، و أثبتّه، و خلطت به، ما حدث، و يحدث، من مليح شعر، لمن ضمّنا و إياه دهر، ممّن لم يخلق شعره بالاشتهار، و لا بشمه الناس بالاستكثار، و من رسالة غريبة، أو حكمة جديدة، أو ما يغلب على ظنّي من أشباه ذلك-و إن قدم-إلاّ أنّه لم يدوّن، أو منام طريف، أو حادث عجيب، أو رسم غريب، أو مستنبط مفيد قريب، ليعرف الفرق بين الأمرين، و التباين في الحالين، و يهشّ لذلك، من قد فرغ من الآداب، و سبر أكثر الافهام و الحلوم، و قرم إلى معرفة أسرار الأمور، و العادة في الجمهور، و التدبيرات و الاختيارات، و الملح في جميع الحالات، التي لا تكشفها له الفكر، إلاّ في الطويل من العمر، و إذا وقف عليها من هاهنا، قربت من يديه، و خفّ تناولها عليه، و لم أجعل ذلك مرتّبا على أبواب، لعلل و أسباب، قد ذكرتها[1]فيما قبل هذا، و أوردت فيه مجمل هذا القول، و شرحت في رسالة كلّ جزء، ما يغني عن الإطالة فيها، و يوضح المغزى، و يقوم بالعذر.
و أرجو أن لا أكون مذموما بما جمعته، إن لم أحمد على ما صنعته، و أن يكون ما كتبته خيرا من موضعه لو بيّضته، كما أسلفت في الأجزاء السالفة من العذر و حبّرته، إن شاء اللّه.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 7