كنت مقيما بسيراف [2] ، أتصرّف، و اجتاز بها يوسف بن وجيه [3] ، يريد البصرة، و محاربة البريدي [4] ، و ضامنها [5] -إذ ذاك-ابن مكتوم الشيرازي، و هو مدبّرها حربا و خراجا [6] من قبل الأمير عليّ بن بويه [7] ، فتلقّاه، و خدمه خدمة ارتضاها، و نزل بظاهر البلد، فحمل إليه ابن مكتوم، كلّ شيء من الألطاف و الهدايا.
قال: فقال له يوما: و اللّه، ما وردت هذا البلد، إلاّ و في نفسي الاجتراء عليه، و تخليف جيش به، ثم الخروج إلى البصرة، و لقد كاتبني جميع وجوه البلد في ذلك، و أشاروا عليّ بهذا، و لكني قد استحيت منك أن أفعل، فإنّك بدأتني بالخدمة، و أنا في أطراف عملي، و ليس بكثير أن أهب لك هذا البلد.
قال: و قد كان بلغنا أنّ أهل البلد كاتبوه بذلك، و لم نتحقّق هذا، و لمّا قرب، أشار أهل البلد، على ابن مكتوم، بالانصراف، و أن لا يحضر،
[1] أبو الفضل محمد بن عبد اللّه بن المرزبان الكاتب الشيرازي: ترجمته في حاشية القصة 2/62 من النشوار.