فإذا كان بعد شهر-أقلّ أو أكثر [1] -على حسب علمهم باستحكام الألفة، استدعوا الفيلة، في وقت تشاغل الفيل عنهم فيه، فتجيئهم فيركبونها.
فحين يراهم الفيل، و يراها، يتبعهم، فيروم أن يؤذي الفيّالين، فتضع هي خرطومها عليه و تلاعبه، و تسرع، و يسرع خلفها.
فإذا رأوه قد ولّى، ردّوها إليه، فتلاعبه، فيرجع معها.
فلا يزالون يمشون به خلفها، يومين أو ثلاثة، إلى أن يروا منه ضجرا، أو شدّة في أذيّتهم، فيقفون ليلة في موضع، و يتهاربون عن ظهرها إلى موضع يختبئون فيه.
فلا يقصدهم الفيل لتشاغله بها، و يحرزون أنفسهم في المختبإ، و يدعونه معها دون تلك المدة.
ثم يسيرون بها[81]على ذلك الوجه، فيتبعها الفيل.
فيسيرون بها يومين أو ثلاثة، أو حسب ما يمكن، إلى أن يبدو ضجره، فينزلون على رسمهم.
فلا يزالون كذلك، حتى يقرّبونه من البلد، في مدّة على حسب بعد المسافة أو قربها.
فإذا بلغوا المدينة، أخرج ملكها جميع أهل البلد، أو أكثرهم، و جمعهم، و صعد عامّتهم على السطوح، النساء، و الصبيان، مزيّنين.
فحين يرى الفيل اجتماعهم، يستوحش، و ينفر، و يولّي، و يطلب الصحراء، فترجع[الفيلة إليه فتردّه].
فإذا رأى الناس، نفر، فترجع إليه فتردّه، فلا تزال كذلك معه،
[1] تعبير بغدادي لم يزل مستعملا.