نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 179
بها، فقتل ابن عمه أيضا، و سكّن من نفس الضيف، حتى لا يذعر، و لم يكن له ما يطعمه تلك الليلة، فعرقب فرسه، و ذبحه، و اشتوى من لحمه، و أوقده حتى اصطلى به الضيف.
فلما أصبح، و ارتحل الضيف، خاف أن يبلغ القرامطة خبره، فيأمر العريف بأخذه و إسلامه إلى المحنة، فهرب إلى إبراهيم.
فرأيت رسول القرامطة، قد جاء إلى إبراهيم، فأخذه على صلح و أمان، و رجع إلى حيّه، ثم بلغنا أنّهم محنوه بعد ذلك، تأديبا له، فما سمع برجل في زماننا من أهل البادية، أشجع، و لا أكرم، و لا آدب منه.
و المحنة عند القرامطة، أنّهم إذا نقموا على رجل، استدعوه من حيّه، إلى الأحساء بلدهم، فطرحوه، إمّا مقيّدا يكدّى في البلد، أو سائسا للخيل، أو راعيا للغنم أو الإبل أو ضربوه، و جدّدوا عليه في كل يوم لونا من العقاب، و لا يزال عندهم حولا، و أكثر.
[1] المحنة: ما يمتحن به الإنسان من بلية، يقال: محنه عشرين سوطا: أي ضربه، و لا وجود للمحنة في الشريعة الإسلامية، و إنما يوجد التعزير، و هو في اللغة: اللوم، و في الاصطلاح ضرب من العقوبة، يقصد به تأديب الجاني، لمنعه من معاودة فعله، و يرد التعزير في التصرفات المخلة التي لم يرد لها حد في الشرع، و يشترط أن لا يبلغ التأديب فيه، الحد الشرعي، و يعود للقاضي أمر تقرير إيقاع التعزير، أو الإعفاء منه، كما يعود له تعيين نوع التعزير و مقداره، للتفصيل راجع دائرة المعارف الإسلامية 5/310-312.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 179