حدّثني أبو الحسن أحمد بن محمد الكاتب، المعروف بابن أبي عمر، كاتب المحسّن بن الفرات [2] ، و كان ممّن تقلّد بعد آل الفرات، عدّة أعمال جليلة، و دواوين عظيمة، حتى تقلّد الأزمّة [3] ، صارفا للخصيبي، في أيام ابن رائق [4] ، و قتل بديار مضر، قتله عمّار القرمطي.
و قد كان أبو الحسن، متقلّدا لديار مضر [5] من قبل ابن رائق، فأغار عليها عمّار، ليتملّكها عاصيا، فطالبه بالمال لأصحابه.
فقال: ما معي شيء، و لو قتلتني، و صلبتني.
فقال: عليّ أن أفعل بك ذلك.
فقتله، و صلبه، في يوم عيد الفطر من سنة تسع و عشرين.
فلم يزل ابن رائق، يحتال على عمّار، حتى حضر مجلسه، و تركه أيّاما مع جيشه، ثم قبض عليه، و بحضرته وجوه الأتراك المستأمنة إلى ابن رائق
[1] أبو الحسين علي بن هشام بن عبد اللّه الكاتب المعروف بابن أبي قيراط: ترجمته في حاشية القصة 4/10 من النشوار.
[2] أبو أحمد المحسن بن الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات: ترجمته في حاشية القصة 3/122 من النشوار.
[3] ديوان الأزمة: راجع حاشية القصة 8/6 من النشوار.
[4] أمير الأمراء، أبو بكر محمد بن رائق: ترجمته في حاشية القصة 2/22 من النشوار.
[5] ديار مضر: المنطقة التي تشمل السهل الواقع شرقي الفرات نحو حران و الرقة و شمشاط و سروج و تل موزن (معجم البلدان 2/637) .
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 8 صفحه : 134