نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 7 صفحه : 253
146 أ لا موت يباع فأشتريه
و من لطائف المنقول:
أنّ أبا محمد الوزير المهلبي، [1] كان في غاية من الأدب، و المحبة لأهله، و كان قبل اتصاله بمعز الدولة بن بويه، في شدة عظيمة من الضرورة و المضايقة، و سافر و هو على تلك الحالة، و لقي في سفره شدّة عظيمة، فاشتهى اللحم، فلم يقدر عليه، فقال ارتجالا:
أ لا موت يباع فأشتريه # فهذا العيش ما لا خير فيه
أ لا موت لذيذ الطعم يأتي # يخلصي من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد # وددت لو انّني فيما يليه
أ لا رحم المهيمن نفس حرّ # تصدّق بالوفاة على أخيه
و كان له رفيق، يقال له: أبو عبد اللّه الصوفي، و قيل: أبو الحسن العسقلاني، فلما سمع هذه الأبيات، اشترى له لحما بدرهم، و طبخه، و أطعمه، و تفارقا.
و تنقّلت الأحوال، و ولي الوزارة ببغداد لمعز الدولة المذكور [2] ، و ضاق الحال برفيقه الذي اشترى له اللحم في السفر، و بلغه وزارة المهلبي، فقصده، و كتب إليه:
[1] أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي، وزير معز الدولة: ترجمته في حاشية القصة 1/1 من النشوار.
[2] وزر المهلبي لمعز الدولة في 27 جمادى الأولى سنة 339، راجع وصف حفلة استيزاره في معجم الأدباء 3/186.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 7 صفحه : 253