كان أبو الحسن القمّي، يكتب لروزبهان بن وندادخورشيد [2] ، على إقطاعه في السواد، و خليفة عنه بحضرة معز الدولة [3] ، ببغداد، و كان يهوى «منداة» جارية قهرمانة ابن مقلة [4] ، و هي صبيّة مليحة الوجه، طيّبة الغناء، و كان من أصواته عليها:
أيا راهبي نجران ما فعلت هند # أقامت على عهدي و أنّى لها عهد
فأراد يوما أن تغنّيه له، فقال لها: يا ستّي، غنّي لي ذاك سوت [5] :
أيا راهبي نجران ما فعلت هندي # أقامت بلا عهد و إنّي بلا عهد
فضحكت، و قالت له: أعلم أنّك سفلة، بلا عهد.
و قال لها مرة: يا ستّي، غنّي ذاك سوت:
[1] أبو الحسن علي بن الحسين القمي: كان يكتب لأبي منصور راذويه، أحد مماليك معز الدولة البويهي (الهفوات النادرة ص 324) ، ثم كتب لروزبهان بن وندادخورشيد ، راجع قصة القمي مع الوزير أبي محمد المهلبي، في الهفوات النادرة ص 271.
[2] القائد روزبهان بن وندادخورشيد الديلمي: كان من أصحاب القائد موسى فياذه، ثم خرج على معز الدولة، و كاشفه بالعصيان، و حاربه، فانكسر، و أسره معز الدولة، و أغرقه ببغداد في نهر دجلة، أسفل دار الخليفة، في السنة 345، راجع أخباره في تجارب الأمم 2/114 و 117 و 118 و 129 و 162-166.
[3] أبو الحسين أحمد بن بويه الديلمي الملقب بمعز الدولة: ترجمته في حاشية القصة 1/70 من النشوار.
[4] أبو علي محمد بن علي بن الحسين الوزير المعروف بابن مقلة: ترجمته في حاشية القصة 1/17 من النشوار.