responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي    جلد : 7  صفحه : 153

91 الأكل مع الإخوان لا يضر

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى، و عبيد اللّه بن عبد العزيز، و علي بن أبي علي، قالوا: حدّثنا محمد بن عبيد اللّه بن الشخير، قال حدّثنا حمد بن الحسن بن علي المقرئ، قال: سمعت بنانا [1] يقول: حدّثني عباس


[1] أوصى بنان رجلا، فقال: إذا دعيت إلى وليمة-إن شاء اللّه-فإياك ثم إياك أن تتأخر إلى آخر الوقت، و تتشاغل، و تسترخي، و تتثاقل، و تقول: الساعة، و إلى ساعة، و أيش فاتني، و بعد ما جاء أحد، و ما لي أكون من السبق، و لم أكون أنا أول الناس، و مثل هذا و أشباهه فيخطئ حظك، و تسي‌ء اختيارك، و يضيع يومك، و هذا فعال الحمقى القليلي الحزم، و إذا دعاك صديق لك، فاستخر اللّه، و كن من السبق، و أول من يوافي، و اقبل وصيتي، فإنك ترشد، و تتبين الصلاح إن شاء اللّه، اعلم أنه ليس يجي‌ء في أول الأوقات إلا جلة الناس، و سراتهم، كاتب، بزاز، عطار، سراج، أنماطي، و نحوهم، فقعودك مع مثل هؤلاء فيه فائدة، و أنت معهم آمن، مطمئن، مسرور، تسمع كل حديث حسن، و خبر ظريف، و أنت ريح البدن، واسع الموضع، طيب المكان، قاعد مع هؤلاء على أول مائدة، و الزم هذه الطبقة، لا يزايل سوادك بياضهم فتهلك، و أنت إن لم تربح لم تخسر، و قعودك على أول مائدة فيه خصال كثيرة محمودة، إذ تأكل رءوس القدور، و كل شي‌ء كثير، و القدور ملأى، و الماء بارد، و الخباز نشيط، و رب المنزل فرح مسرور، و كل شي‌ء من أمرك مستور، و أنت مع قوم كأنهم الدنانير، أحيا من الابكار، يعرفون أيش يأكلون، لا يخفى عليهم طيب الأطعمة، و لذيذ الأشربة، فالأكل مع هؤلاء غنيمة و سلامة، و تتهنأ بكل شي‌ء تأكله و تشربه، و إذا أسرعت في ذهابك فرجت عن صاحب الوليمة بسرعتك، و لم تقلق قلبه، و قضيت واجب حقه، و إن تأخرت، أو تكاسلت إلى آخر الوقت، فإنك تصادف الطعام باردا، و هو فضلات القدور، و الرقاق بقايا عجين، و الماء سخنا، و صاحب الوليمة ضجرا متبرما، و اعلم أن آخر مائدة يضيق على أهلها الطعام و يقل، لأن حكم المائدة عشرة، فيقعد ثلاثون، و لا يقدر الرجل أن يأكل من اللون أكثر من لقمة واحدة، لقلته، و كثرة الأيدي عليه، و يكون موضعك أضيق من جوفك، مع قوم إذا قال لهم صاحب الوليمة: قوموا، سارعوا إلى الخوان، فانبسطوا في ميدان المضغ، و رفعوا قناع الحشمة، و ألصقوا الاكتاف بالأكتاف، كأنهم بنياد مرصوص، يأكلون ميمنة، و ميسرة، و قلبا، و تدور أيديهم على الخوان، شرقا و غربا- و تسمع للقوم في حلوقهم معمعة، و ذلك لأنه لا يقعد على آخر مائدة، إلا ضعفى الجيرار و مساكين المحلة و القوام، فإن قدم لهم جداء و حملان، فلا يقدم لهم إلا شرها، يقدم الجدي اضلاعا بلا لحم، فوقه جلد، و حوله خس و هندبا، كأنه كوخ ناطور، قد وقع خشبه، و بقي القصب قائما، فأيش يكون حال من له أدنى مروءة مع هؤلاء؟لا يأكل قليلا و لا كثيرا، و يقوم من الخوان، و فؤاده أخلى من فؤاد أم موسى، جائع، نايع، ما معه من العرس، إلا شم الطعام، و تمشيش العظام، و إنما شرحت لك لتفهم، و اعلم أني قد نصحتك غاية النصيحة، متعك اللّه بسعة الصدر، و طيب الأكل، و الصبر على المضغ، إنها دعوة مغفول عنها (التطفيل 84-86) .

من أقوال بنان: التمكن على المائدة خير من ثلاثة ألوان، السميذ الأبيض، أحلى من السميذ الأصفر (التطفيل ص 80) ، و كان يقول: لا تنادم حائكا، و لا حجاما، و لا خياطا، و لا مكاريا، و لا دلالا، و اصحب بزازا، أو عطارا، أو صيرفيا، أو انما طيا، أو قطانا، أو دقاقا، أو صيدليا، انظر تفصيل هذه الوصية في كتاب التطفيل للخطيب ص 82-84، و راجع في كتاب التطفيل أيضا، وصاياه في الحضور في الوليمة ص 84، و في تخير المواضع ص 86، و نصائحه فيما يتعلق بصنوف الأطعمة ص 86، و في الصحيفة 94 و ما بعدها تجد مجموعة من أخباره.

نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي    جلد : 7  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست