60 البلاء موكل بالمنطق
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، و علي بن أبي عليّ البصري [1] ، قالا: أنشدنا أحمد بن منصور الوراق [2] ، قال: أنشدنا نصر الخبزأرزي [3] ، لنفسه:
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل # و كلّ امرئ ما بين فكّيه مقتل
إذا ما لسان المرء أكثر هذره # فذاك لسان بالبلاء موكّل
و كم فاتح أبواب شرّ لنفسه # إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
كذا من رمى يوما شرارات لفظه # تلقّته نيران الجوابات تشعل
و من لم يقيّد لفظه متجمّلا # سيطلق فيه كل ما ليس يجمل
و من لم يكن في فيه ماء صيانة # فمن وجهه غصن المهابة يذبل
فلا تحسبنّ الفضل في الحلم وحده # بل الجهل في بعض الأحايين أفضل
و من ينتصر ممّن بغى فهو ما بغى # و شرّ المسيئين الذي هو أوّل
و قد أوجب اللّه القصاص بعدله # و للّه حكم في العقوبات منزل
فإن كان قول قد أصاب مقاتلا # فإنّ جواب القول أدهى و أقتل
و قد قيل في حفظ اللسان و خزنه # مسائل من كل الفضائل أكمل
و من لم تقرّبه سلامة غيبه # فقربانه في الوجه لا يتقبّل
[1] علي بن أبي علي المحسن التنوخي القاضي: ترجمته في حاشية القصة 4/11 من النشوار.
[2] أبو بكر أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم الوراق المعروف بالنوشري (308-388) :
ترجم له الخطيب في تاريخه 5/155.
[3] أبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري الخبز أرزي: ترجمته في حاشية القصة 7/51 من النشوار.