نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 4 صفحه : 182
فلمّا غابت عنّي، قلت: هذا الآن، هو الحيلة المحكمة، أعطتني خمسة آلاف درهم، و أخذت ألف دينار، و ليس إلاّ بيع عقاري الآن، و الحصول على الفقر المدقع، ثم سمحت نفسي برؤيتها مع الفقر.
و تطاولت غيبتها نحو شهر، و ألحّ عليّ التجار في المطالبة، فعرضت عقاري على البيع، و لازمني بعض التجّار، فوزنت جميع ما أملكه، ورقا و عينا.
فأنا كذلك، إذ نزلت عندي، فزال عنّي جميع ما كنت فيه برؤيتها، فاستدعت الطيار و التخت، فوزنت المال، و رمت إليّ تذكرة يزيد ما فيها على ألفي دينار بكثير.
فتشاغلت بإحضار التجار، و دفع أموالهم، و أخذ المتاع منهم، و طال الحديث بيننا، فقالت: يا فتى، لك زوجة؟ فقلت: لا، و اللّه، ما عرفت امرأة قط.
و أطمعني ذلك فيها، و قلت: هذا وقت خطابها و الإمساك عنها عجز، و لعلّها لا تعود.
و أردت كلامها فهبتها، و قمت كأنّي أحثّ التجّار على جميع المتاع، و أخذت يد الخادم، و أخرجت له دنانير، و سألته أن يأخذها، و يقضي لي حاجة.
فقال: أفعل، و أبلغ محبّتك، و لا آخذ شيئا.
فقصصت عليه قصّتي، و سألته توسّط الأمر بيني و بينها.
فضحك، و قال: إنّها لك أعشق منك لها، و و اللّه ما بها حاجة إلى أكثر هذا الذي تشتريه، و إنّما تجيئك محبّة لك، و تطريقا إلى مطاولتك [1] ،
[1] المطاولة: المجالسة و المحادثة، راجع القصة 1/135 من النشوار ص 253، و طرق للشيء: جعل له طريقا.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 4 صفحه : 182