كان أبو عبد اللّه جعفر بن القاسم الكرخيّ [2] ، كتب إلى أبي جعفر بن معدان [3] ، أن يختار له وكيلا، ينظر له في ضيعته بالأهواز، فاختار له عمر ابن محمد الأشجعيّ، صاحبه، فنظر في الضيعة سنين.
ثم ولي الكرخيّ الأهواز، و وردها، فطالب الأشجعيّ بالحساب، فرفعه، و تتبّعه كاتبه، فخرّجوا عليه فيه ستة آلاف دينار.
فأمر الكرخيّ، فلوزم الأشجعيّ[4]في دهليزه، و طولب بالمال، فكتب إلى ابن معدان بخبره.
قال: و كان رسم الكرخيّ، أن يستدعي أبا جعفر بن معدان، في كلّ يوم، إلى طعامه، فاستدعاه في ذلك اليوم، فتأخّر، و راسله، بأنّه من كان صاحبه، و ثقته، و اختياره، متّهما، مسلّطا عليه محالات الكتاب، معتقلا، لا يستدعى للمؤاكلة.
قال: فامتنع الكرخيّ من الأكل، و أنفذ إليه الأشجعي، مع كاتب له، و الحساب، و قال: و اللّه ما كنت بالذي أدع محالا يستمرّ على صاحبك، و ما أخرج عليه إلاّ شيئا صحيحا، و قد يجوز أن يكون ضيّع ذلك، و لم
[1] أبو العباس محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم، ابن أخي مكرم بن أحمد القاضي:
ترجم له الخطيب في تاريخه 3/320.
[2] أبو عبد اللّه جعفر بن القاسم الكرخي: ترجمته في حاشية القصة 2/70 من النشوار.
[3] أبو جعفر محمد بن جعفر بن معدان الشاهد بالأهواز: كان يخلف القاضي أبا جعفر أحمد ابن إسحاق بن البهلول على الوقوف، راجع القصة 3/93 من النشوار.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 3 صفحه : 9