نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 3 صفحه : 63
47 المعتضد يكتب رقعة في رفع ظلامة
حدّثني محمد بن أحمد بن عثمان الزيّات، قال: حدّثني أبو بكر بن حورى-شيخ كان من أهل فامية [1] ، من أعمال النهروان، قد أقام ببغداد سنين، و كان مشهورا بصحبة ابن أبي عوف [2] -قال:
كنت ألزم ابن أبي عوف، سنين، لجوار بيننا و مودّة، لا أسأله حاجة، لأنّها لم تكن تعرض لي، و كنت أتخفّف بين يديه في حوائج ينفذني فيها، و كان رسمي في كلّ ليلة، أجيئه بعد العتمة، و قد صلّى و دخل منزله، فحين يراني[49]، يمدّ رجله في حجري، فأغمزها، و أحادثه، فيسألني عن الأخبار و الحوادث ببغداد، و كنت أسأل عنها، و أتطلّبها من كل موضع، و أجيئه بها، و أخبره بخبر من قدم البلد، و من سافر عنه، و من مات، و من ولد، و من خاصم، و من ورث، و من يرجف به الناس، و أخبار الجيران، و بكل غثّ و سمين، إلى أن ينعس، فإذا نعس، قبض رجله، فقمت إلى بيتي، و قد مضى ثلث الليل، أو بعضه، أو أقل.
[و جرى الأمر]على هذا سنين.
فلما كان ذات يوم، جاءني سقطيّ [3] كان يعاملني، فقال: قد دفعت إلى شيء إن تمّ عليّ، افتقرت.
[1] فامية: قرية من قرى واسط بناحية فم الصلح (معجم البلدان 3/846) .
[2] أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية المروزي: ترجمته في حاشية القصة 1/32 من النشوار.
[3] السقطي، بضم السين و فتح القاف: نسبة إلى بيع السقط كالملاعق و خواتيم الشبه و الحديد و غيرها، و هو الذي يسمى الآن في العراق ( خردهفروش) .
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 3 صفحه : 63