ثم حدّثت بهذا الحديث، عبيد اللّه بن محمد الصروي [1] ، فعمل بحضرتي، في ذلك شعرا، و أنشدنيه:
قامت تذود كرى المحبّ # و قد غفا عن مقلتيه
و تجسّ قبل الصوت مثنى # عودها شوقا إليه
فكأنّه في قلبه # إذ نبّهته و مسمعيه
نغم الرسول مبشرا # بقدوم من يهوي عليه
176 علي بن هارون المنجم يلقي على المغنّي درسا في الغناء
و حدّثني أبو الفتح، قال:
كنت بحضرة أبي [2] ، و بحضرته مغنّ يغنّي، فمرّ في بعض لحنه بميم فبيّنها.
فقال له أبي: إذا مررت في ألحانك، بميم، أو نون، فزمّها، و اعصرها، و أنا ضامن لك طيبة ذلك، غارم لك كلّما يجني عليك.
قال: فأعاد الصوت، و زمّ الميم زمّا شديدا[251]، فتضاعفت طيبته.
[1] في الأصل: الصوري، و الصحيح ما أثبتناه.
[2] أبو الحسن علي بن هارون المنجم: ترجمته في حاشية القصة 3/132 من النشوار.