و قامت، فجاءتني بصرّة، و قالت: هذه مائة دينار، خذها نفقة، و اكتب رقعة بطلاقي، و لا تفضحني، و اخرج.
فخرجت في سحرة [1] ذلك اليوم، بعد أن كتبت إلى أبيها، أنّي قد طلّقتها، و أنّي خرجت حياء منه.
و لم ألتق بهم إلى الآن.
153 من شعر أبي المغيرة
أبو المغيرة، راوي هذا الخبر [2] ، شاعر طويل اللسان، مطبوع، هجّاء، و له مدائح كثيرة، و ديوان واسع، و أنشدني لنفسه أشياء، منها:
عرّضني للردى هواه # من معدن السحر مقلتاه
و قد لوى نحوه فؤادي # صدغ على الخدّ قد لواه
كأنّه عقرب و لكن # يلسع كل الورى سواه
يا عاذلي في هواه رفقا # عذري من الحسن ما تراه
[1] السحر: آخر الليل قبيل الصبح، و السحرة: السحر الأعلى.
[2] أي الخبر الوارد في القصة 3/152 من النشوار.