110 للشاعر الببغاء يصف شرابا
أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزوميّ، المعروف بالببغاء [1] ، الكاتب، لنفسه، يصف شرابا في قدح أبيض، أبياتا ثابتة في ديوانه، اختصرت منها قوله:
بالقفص [2] للقصف منزل كثب [3] # ما للتصابي [4] في غيره أرب[128]
دارت نجوم الكئوس في فلك # منه له من فتوّتي قطب
من كلّ جسم كأنّه عرض # يكاد لطفا باللحظ ينتهب
نور و إن لم يغب و وهم و لو صحّ # و ماء لو كان ينسكب
لا عيب فيه سوى إذاعته السرّ # الذي في حشاه يحتجب
كأنّما صاغه النفاق فما # يخلص منه صدق و لا كذب
فهو إلى لون ما يجاوره # على اختلاف الطباع ينتسب
إذا ادّعاه اللجين أكذبه # بالراح في صبغ جسمه الذهب
جلت عروس المدام حالية # فيه علينا الأدوار و النخب
فالراح بدر و الجام هالته # و الأفق كفّي و الأنجم الحبب
[1] أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي: ترجمته في حاشية القصة 1/52 من النشوار.
[2] القفص: قرية مشهورة بين بغداد و عكبرا من مواطن اللهو و معاهد التنزه و مجالس التفرج ينسب إليها الخمر الجيد و فيها حانات كثيرة (معجم البلدان 4/150) .
[3] الكثب: القرب.
[4] في الأصل: ما للنصارى.