كان أبو الحسين بن نصرويه [2] ، ربّما شاورني في الشيء يجري، فأستعظم ذلك منه، و أقول: مثلك و أنت الشيخ المجرّب، المحنّك، المدرّب، المهذّب، يشاور مثلي، و أنا ولدك، هذا مما يوحشني منك، و يقع لي أنّك تجريه مجرى الهزل.
فيقول لي: قد رفعك اللّه عن هذا، و إنّما كان[100]هذا يجري كما قلت، لو كنت لا أناقضك الرأي، و تناقضني، و أحاجّك و تحاجّني، إلى أن يتقرّر الشيء بيننا، فأعمل بما يتقرّر، فأمّا و أنت تراني أفعل هذا، فلا مظنّة فيه، و أمثل ما عندك في نفسي أنّك شاب، و لعمري إنّ علم الشباب محقور.