نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 3 صفحه : 120
77 كتم رويم حبّ الدنيا أربعين سنة
و سمعته يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول:
من أراد أن يستكتم سرّا له، فليستكتم[98]رويم [1] ، فإنّه كتم حبّ الدنيا أربعين سنة.
فقيل له: كيف؟ قال: كان يتصوّف أربعين سنة، فولي بعد ذلك، إسماعيل بن إسحاق القاضي [2] ، قضاء بغداد، و كانت بينهما مودّة وكيدة، فجذبه إليه، و جعله وكيلا على بابه، فترك الصوفيّة، و التصوّف [3] ، و التوكّل [4] ، و لبس الخز [5] ، و القصب [6] ، و الدبيقي [7] ، و المروي [8] ، و ركب الحمير و البغال، و أكل الطيّبات، و بنى الدور.
و إذا هو كان يكتم حبّ الدنيا، لما لم يجدها، فلمّا وجدها، أظهر ما كان يكتم من حبّها.
[1] رويم بن أحمد (أو محمد) بن يزيد بن رويم بن يزيد، أبو محمد الصوفي، و أبو الحسن، من أفاضل البغداديين، عالم بالقرآن و معانيه، كان يتفقه لداود بن علي الأصبهاني، توفي في السنة 303 (تاريخ بغداد للخطيب 8/430 و المنتظم 6/136) .
[2] أبو إسحاق الأزدي: القاضي إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل: ترجمته في حاشية القصة 1/33 من النشوار.
[3] التصوف عند الصوفية: الاتصاف بأخلاق العبودية-اصطلاحات الصوفية 11.
[4] التوكل عند الصوفية: هو الثقة بما عند اللّه، و اليأس عما في أيدي الناس-التعريفات 48.