20 بين يحيى بن فهد الأزدي و أبي الفرج الببغاء
و كتب [1] إلى أبي الفرج الببغاء [2] ، إلى الموصل، يتشوّقه، بعد خروجه من بغداد:
ظعنت فما لأنسي من ثواء # و بنت فبان عن قلبي السرور
و لو أنّي قضيت حقوق نفسي # تبعتك كيفما جرت الأمور
و ودّي ليس ينقصه مغيب # كما لا يستزيد له حضور
فإن تبعد فإنّك ملء صدري # و ودّك جلّ ما تحوى الصدور
فأجابه أبو الفرج:
بقربك من بعادك أستجير # و هل في الدهر غيرك من يجير
نأيت فما لسلواني دنوّ # و غبت فما للذّاتي حضور
و قد صاحبت إخوانا و لكن # متى تغني عن الشمس البدور
فيا من رعت منه الدهر قدما # بمن تسمو بخدمته الأمور
و من قدّرت أنّ له نظيرا # فحين طلبت أعوزني النظير
إذا كنت السرور و غبت عنّي # فكيف يتمّ بعدك لي سرور
و لأبي محمد، إلى أبي الفرج، في فصل من كتاب، و قد اعتلّ بعده:
فقدت السلامة لما نأيت # و حالفت لما بعدت الضنينا
[1] يعني أبا محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الأزدي.
[2] أبو الفرج الببغاء: ترجمته في حاشية القصة 1/52 من النشوار.