كنت بحضرة أبي العشائر بن حمدان [2] ، و بين يديه كانون، قد عمل النار في باطن فحمه، فعملت في الحال، و أنشدته:
و مجلس حلّ من يحلّ به # من المعالي في أرفع الدرج
أمسى ندام الكانون فيه لنا # أكثر أنس النفوس و المهج
يبدي لنا ألسنا كالسنة الحيّات # من ثابت و مختلج
لما بدا الفحم فيه أسود كالليل # و بثّ الشرار كالسرج
و دبّ صبغ اللهيب فيه بتضريج # خدود [3] الشقائق الضرج
ظننت شمس الضحى به انكشفت # للخلق في قبّة من السبج
[1] أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي المعروف بالببغاء: ترجمته في حاشية القصة 1/52 من النشوار.
[2] أبو العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان: كان من قواد سيف الدولة، و أسره الروم سنة 345 و حمل إلى القسطنطينية، و مات في الأسر (أخبار سيف الدولة 116 و 117) و لأبي فراس الحمداني قصائد من جيد الشعر بعث بها إليه عند أسره (اليتيمة 1/64 و 75) و لأبي العشائر شعر دون المتوسط في المرتبة، أورد الثعالبي بعضه في اليتيمة 1/104 و 105.