جرى بحضرة الأمير سيف الدولة [2] ، ذكر رجل تزوجت أمّه من أصحابه، و حديث الترسّل و الكتابة، فقال لي: اكتب الساعة على البريد، رقعة عن نفسك إلى هذا الرجل، تعزّيه بتزويج أمّه.
فكتبت رقعة بين يديه ارتجالا و حفظتها:
من سلك سبيل الانبساط، لم يستوعر مسلكا في المخاطبة فيما يحسن الانقباض في ذكر مثله، و اتصل بي ما كان من أمر الواجبة الحق عليك، المنسوبة بعد نسبتك إليها، إليك، و من اللّه صيانتها في اختيارها ما لو لا أن الأنفس تتناكره، و شرع المروءة يحظره، لكنت في مثله بالرضا أولى، و بالاعتداد بما جدّده اللّه من صيانتها أحرى.
فلا يسخطنك من ذلك، ما رضيه موجب الشرع، و حسّنه أدب الديانة [3]
فمباح اللّه أحقّ أن يتّبع.
و إيّاك أن تكون ممّن إذا عدم اختياره سخط اختيار القدر له، و السلام.
[1] أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي: ترجمته في حاشية القصة 1/52 من النشوار.
[2] الأمير سيف الدولة علي بن عبد اللّه الحمداني: ترجمته في حاشية القصة 1/44 من النشوار.