فذكرت حديث الرشيد، لمّا دفن محمد بن الحسن [2] و الكسائي [3] بالريّ في يوم واحد [4] .
قال: و كان هذا في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة [5] ، فأخبرت أصحابنا بالخبر، و بكينا على الكلام و العربية طويلا، و افترقنا.
[1] أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (223-321) : ولد بالبصرة، و بها تأدب، و كان أحفظ الناس و أوسعهم علما، تذاكروا المنتزهات يوما و ابن دريد حاضر، فقال بعضهم: أنزه الأماكن غوطة دمشق، و قال آخرون: بل نهر الأبلة، و قال آخر:
بل سغد سمرقند، و قال بعضهم: نهروان بغداد، و قال بعضهم: شعب بوان بأرض فارس، و قال بعضهم: نوبهار بلخ، فقال ابن دريد: هذه منتزهات العيون، فأين أنتم عن منتزهات القلوب؟قلنا: و ما هي يا أبا بكر؟قال: عيون الأخبار للقتيبي، و الزهرة لابن داود، و قلق المشتاق لابن طاهر (معجم الأدباء 6/483) .
[2] محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (131-189) أبو عبد اللّه، إمام في الفقه و الأصول.
ولد بواسط و نشأ بالكوفة، و درس على أبي حنيفة، ولاه الرشيد القضاء، ثم صحبه معه إلى الري فمات هناك (الأعلام 6/309) .
[3] الكسائي: علي بن حمزة الأسدي، أبو الحسن، إمام في اللغة و النحو و القراءة، كوفي سكن بغداد، و توفي بالري عن سبعين عاما سنة 189 (الأعلام 5/93) .
[4] عند ما سافر هارون الرشيد إلى خراسان صحبه محمد بن الحسن الشيباني و علي بن حمزة الكسائي، فتوفيا في يوم واحد، و لما دفنا قال هارون: دفنت الفقه و العربية بالري، و كان ذلك سنة 189 (وفيات الأعيان 2/458 و 3/324) .