نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 2 صفحه : 197
96 بين جحظة و أبي الحسين بن عياش
قال: و أخبرني أنّه كان معه في حديديّ [1] لابن الحواريّ [2] ، و قد حملهم إلي بلا شكر [3] ليتفرجوا[139 ب]، و الحديديّ يمدّه الملاّحون بالقلوس، و جحظة بين يدي الرجل، قد صار في أعلى الريح لأنها كانت شمالا، على سطح الحديديّ.
فأقبل جحظة يفسو، فأنكر الرجل ذلك، و قال: ما هذا الفساء؟ من أين هذا؟ فقال جحظة: هؤلاء المدّادون سفل، فإذا مدّوا فسوا، و هم أعلى منّا في الريح، فهي تحمل فساءهم إلينا.
قال: فاشتبه ذلك على الرجل.
فقلت له: يا أبا الحسن، لو أن فساء هؤلاء يريد الطرادة [4] و يجيء على حبلها مستويا إلى نفس الطرادة ما وصل إلينا بهذه السرعة، و الريح من جهتك لا من جهة الملاحين، و أنا أنبّه عليك.
قال: فأقبل يصانعني، و يفتدي من يدي، أن لا أغمز به.
[2] أبو القاسم علي بن محمد، ابن الحواري: ترجمته في حاشية القصة 1/63 من النشوار.
[3] بلاشكر: قرية بين البردان و بغداد، لها ذكر في الشعر و الأخبار (معجم البلدان 1/708) .
[4] الطرّادة: و جمعها طراريد، قارب خفيف الحركة، سريع الانسياب فوق سطح الماء، يستعمل الآن في الفرات الأوسط في العراق، في الانتقال في المياه القريبة القعر، و في صيد طيور الماء في الأهوار، و لعل اسمه مشتق من طرد الصيد، و يتضح من القصة أن الحديدي و الطرادة، اسمان لمسمى واحد.
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 2 صفحه : 197