نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 75
31 الوزير القاسم بن عبيد اللّه يأمر أستاذه بالارتفاق
حدّثني أبو الحسين بن عيّاش، قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجّاج [1] ، قال:
كنت أؤدّب القاسم بن عبيد اللّه [2] ، و أقول له: إن بلّغك اللّه مبلغ أبيك، و وليت الوزارة، ما ذا تصنع بي؟فيقول: ما أحببت. فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار [3] ، و كانت غاية أمنيتي، فيقول: نعم [24 ط].
فما مضت إلاّ سنون، حتى ولي القاسم الوزارة، و أنا على ملازمتي له، و قد صرت نديمه، فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد، ثم هبته.
فلما كان في اليوم الثالث من وزارته، قال لي: يا أبا إسحاق، لم أرك أذكرتني بالنذر؟.
فقلت: عوّلت على رعاية الوزير أيّده اللّه، و أنّه لا يحتاج إلى إذكار لنذر عليه، في أمر خادم واجب الحقّ.
فقال لي: إنّه المعتضد، و لولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان
[1] أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، انظر ترجمته في حاشية القصة رقم 1/146.
[2] الوزير القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب: كان من دهاة العالم و من أفاضل الوزراء، و كان شهما، لبيبا، فاضلا محصلا، كريما، مهيبا، جبارا، و كان يطعن في دينه، و اتهم بأنه قتل ابن الرومي بالسم، و مات المعتضد و هو وزيره، و أقره المكتفي على الوزارة، و جل أمره في أيام المكتفي و عظم شأنه، و مات و هو وزير المكتفي. (الفخري 257) .