نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 295
158 أنموذج من إسراف الخليفة المقتدر
أخبرني أبو القاسم الجهنيّ:
إنّ المقتدر أراد الشرب على نرجس في بستان لطيف، في صحن دار من صغار صحونه.
فقال بعض من يلي أمر البستان: سبيل هذا النرجس أن يسمّد قبل شرب الخليفة عليه بأيّام، فيحسن و يقوى.
فقال هو: ويلك، يستعمل الخرء في شيء بحضرتي و أريد أن أشمّه؟ قال: بهذا جرت العادة في كل ما يراد تقويته من الزروع.
فقال: و ما العلّة في ذلك؟ قال: لأنّ السماد يحميه، فيعينه على النبات و الخروج.
قال: فنحن نحميه بغير السماد، و تقدّم، فسحق من المسك بمقدار ما احتاج إليه البستان من السماد، و سمّد به.
و جلس يشرب عليه يومه و ليلته، و اصطبح من غده عليه، فلما قام، أمر بنهبه.
فانتهب البستانبانون [1] و الخدم، ذلك المسك كله من أصول النرجس، و اقتلعوه مع طينه، حتى خلّصوا المسك، فصار البستان قاعا صفصفا.
و خرج من المال شيء عظيم في ثمن ذلك المسك.
[1] البستانبانون: مفرده البستانبان، و هم خدام البستان، و المنوط بهم ملاحظة الغراس الموجود فيه، و قد يقال: الباغبان بدل البستانبان، و باغ بالفارسية البستان (راجع معجم الأدباء 6/290) .
نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 295