نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 28
فقال: بلى.
فقلت: و بستانك الفلانيّ، و ضيعتك الفلانيّة، و قيمتهما كذا و كذا.
فقال: بلى.
فقلت: و ما لك بالبصرة و قيمته مائة ألف دينار.
فقال: بلى.
فجعلت أعدّد عليه، من عقاراته، و ضياعه، إلى أن بلغت القيمة سبعمائة ألف دينار.
فقلت: و أصدقني عمّا سلم لك من الجوهر و الأثاث و القماش و الطيب و الجواري و العبيد و الدوابّ، و عن قيمة ذلك، و قيمة دارك؟ فأخذ يصدقني، و يقوّم، و أحصي، إلى أن بلغت القيمة لذلك، ثلاثمائة ألف دينار.
فقلت له: يا هذا، من ببغداد اليوم من يحتوي ملكه على ألف ألف دينار؟و جاهك عند الناس الجاه الأوّل، و هم يظنون أنّ الذي بقي لك ضعف هذا [1] ، فلم تغتمّ؟ قال: فسجد للّه، و حمده، و بكى، ثم قال: و اللّه، لقد غلب الفكر عليّ حتى نسيت جميع هذا أنّه لي، و قلّ في عيني، لإضافتي إياه إلى ما أخذ منّي، و لو لم تجئني الساعة، لزاد الفكر عليّ حتى يبطل عقلي، و لكنّ اللّه تعالى أنقذني بك، و ما عزّاني أحد، بأنفع من تعزيتك، و ما أكلت منذ ثلاث شيئا، فأحبّ أن تقيم عندي، لنأكل و نتحدّث و نتفرّج.
فقلت: أفعل، فأقمت يومي عنده و أكلنا، و تحدّثنا بقيّة يومنا.