نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 160
تنكشف معه حيلة، ضعف عنه الرصد[ثم لا يزال يضعف، كلّما لم تنكشف حيلته، حتى يبطل أصلا، فيتمكّن حينئذ، من فعل ما يريد] [1] .
و قد رصدني هؤلاء منذ خمسة عشر يوما، فما رأوني آكل شيئا[بتّة] [2] ، و هذا نهاية صبري عن فقد الغذاء، و إن لم آكل بعده بيوم، تلفت، فخذ رطلا من الزبيب الخراسانيّ، و رطلا من اللوز[السمين] [3] .
و دقّهما، و اجعلهما مثل الكسب [4] و أصلحهما صفيحة رقيقة، فإذا جئتني غدا، فاجعلها بين ورقتين من دفتر، و خذ الدفتر في يدك مكشوفا، مطويّا في كفّك طيّا مدوّرا من غير انتشار، ليخفى ما فيه، فإذا خلوت بي، و لم تر من يلاحظني، فاجعل ذلك تحت ذيلي، و انصرف، فإنّني آكله سرّا، و أشرب الماء إذا تمضمضت للطهور [5] ، فيكفيني خمسة عشر يوما أخرى، إلى أن تجيئني [6] ثانيا، على هذا السبيل.
و متى رصدني هؤلاء في هذه الخمسة عشر يوما الثانية، لم يجدوني آكل شيئا على الحقيقة، إلى أن تعود أنت بعد هذه المدّة بالقوت، فأغتفلهم في أكله أيضا، فيقوم بي.