نام کتاب : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 109
فغضب الفيّال، و أغرى الفيل به، بكلام كلّمه، فغضب الفيل وعدا إلى الخارجيّ، و لفّ خرطومه، و شاله الفيل شيلا عظيما، و الناس يرونه، و أنا فيهم، ثم خبط به الأرض، فإذا هو قد انتصب على قدميه فوق الأرض، و لم ينحّ يده عن الخرطوم.
فزاد غضب الفيل، و شاله أعظم من ذلك، وعدا، ثم رمى به الأرض، فإذا هو قد حصل عليها مستويا على قدميه، منتصبا، قابضا على الخرطوم.
قال: فشاله الفيل الثالثة، و فعل به مثل ذلك، فحصل على الأرض منتصبا، قابضا على الخرطوم، و سقط الفيل ميتا، لأنّ قبضه على الخرطوم تلك المدة، منعه من النفس، فقتله.
قال: فوكّل به، و حمل[33 ط]إلى الملك، و حدّث بالصورة، فأمر بقتله.
فاجتمع القحاب-بهذا اللفظ-و هم النساء الفواجر، يفعلن ذلك بالهند ظاهرا، عند البدّ، تقربا إليه عندهم، بلا اجتعال [1] ، و هم العدول هناك، يشهدون في الحقوق، و يقمن الشهادة، فيقطع بها حاكمهم. و يشاورن في الأمور، و في الآراء، و عندهن، إنهن يبذلهنّ نفوسهنّ عند البدّ، بغير اجتعال، قد صرن في حكم الزهّاد، و العبّاد.
قال: فقالت القحاب للملك، يجب أن تستبقي مثل هذا، و لا تقتله، فإنّ فيه جمالا للمملكة، و يقال: إنّ للملك خادما، قتل فيلا بقوّته و حيلته، من غير سلاح.