responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختارات شعراء العرب نویسنده : ابن الشجري    جلد : 1  صفحه : 24
سراة الضحى ثم هيجتها ... مروح الضحى تستخفُّ الزماما
سراة النهار: ارتفاعه. هيجتها وهي تمرح في ذلك الوقت.
كأنَّ قتودي على أحقب ... يريدُ نحوصاً تدق السلاما
الأحقبُ: حمار الوحش الأبيض الحقوين، وقيل الدقيق الحقوين، والأنثى حقباءُ. النحوص: الأتان ليس في بطنها ولد.
شتيم، تربعَ في عانةِ ... حيالٍ، يكادم عنها كداما
فسائلْ بقومِي غداةَ الوغَى ... إذا ما العذارَى جلونَ الخدامَا
بنَا كيفَ نقتصُّ آثارهم ... كما تستخفُّ الجنوبُ الجهاما
تستخفه: تسوقه وتطرده.
وكعباً فسائلهُم والربابَ ... وسائلْ هوازنَ عنا إذا مَا
كعب: من بني عامر بن صعصعة. والرباب: قبائل منهم تيم وعكل وضبة.
لقيناهمْ كيف نعليهمُ ... بواترَ يفرينَ بيضاً وهاما
الإفراء: القطع والشق في إفساد. والفرى في إصلاح.
على كل ذي ميعةِ سابقٍ ... يقطعُ ذو أبهريهِ الحزاما
الأبهر: عرق مستبطن الصلب متصلٌ بالقلب. والبهر: النفس.
وجرداءَ شقاءَ خيفانةٍ ... كظلِّ العقابِ تلوكُ اللجامَا
شقاءُ: طويلة. الخيفانة: الجرادةُ إذا صار فيها خطوط مختلفة.
ويومُ النسارِ ويومُ الجفا ... ر كانا عذاباً وكانَا غراما
الغرام: اللازم.
فأمَّا تميمٌ، تميمُ بنُ مرٍّ، ... فألفاهمُ القومُ روبى نياما
قوم روبى: خثراءُ الأنفس. وقد رابت نفسُه تروبُ.
وأما بنو عامرٍ بالنسارِ ... غداةَ لقوا القوم كانوا نعاما
قال أبو محمد الأخفش: غزار بشر بن أبي خازم طيئاً، فأغار على بني نبهان، فجرح فأثخن، وهو يومئذ يحمي أصحابه. وإنما كان في بني والبة، فأسره بنو نبهان فخبؤوه كراهة أن يبلغَ خبره أوس بن حارثة، فسمع أوسٌ أنه عندهم فكتموه؛ فآلى أن يدفعوه إليه، وكانوا يخافون أن يقتله.
فلما أبوا عليه أعطاهم مائتي بعير وأخذه وأوقد له ناراً ليحرقه.
قال: وحدثني بعض بني أسد قال: لم تكن نارٌ، ولكنه أدخله في جلدِ بعير حين سلخهُ. وقيل في جلد كبش، ثم تركه حتى جف عليه، فصار فيه كأنه عصفورٌ. فبلغ ذلك أمه سعدى بنت حصن، وهي من طيء من سادتهم، فخرجت إليه، فقالت: ما تريدُ أن تصنع؟ فقال: أحرقُ هذا الذي شتمنا. فقالت: قبح الله قوماً يسودونكَ أو يقتبسونَ من رأيك! واللهِ لكأنما أخذت به رهدناً، والرهدن: طائر أصغر من العصفور؛ أما تعلم ما منزلته في قومه؟ أو ما تعلم أنه هجاك في بني بدر! خل سبيله وأكرمه؛ فإنه لا يغسل عنك ما صنع غيره وأيم اللهِ لو فعلت ما استقلتها أنت ولا قومك أبداً.
فاحتبسه عنده، وداوى جراحه، وكتمه ما يريد أن يصنع به، وقال: ابعث إلى قومك ليفدوك؛ فإني قد اشتريتك بمائتي بعير.
فأرسل بشرٌ فهيئوا له الفداء، وبادرهم أوس فأحسن إليه وكساه اليمنة وغيرها.
وحمله على نجيبه الذي كان يركب، وسار معه حتى بلغ أداني غطفان.
وقال عبد الله بن صالح العجلي: حمل بشر بن أب خازم على هجاء أوس ففعل، ثم أسر بشر فوجه أوس فاشتراه فدفعَ إلى رسله فقالوا له: غننا، فكأن قد تغنى الناس بما يصنع بك أوس، يهددونه بذلك، فزجر الطير فرأى ما يحب فقال:
أما ترى الطيرَ إلى جنبِ النعمْ ... والعيرَ والعانةَ في وادِي سلمْ
سلامةٌ ونعمةٌ من النعمْ
فقال بعض الرسل:
إنكَ يا بشرُ لذو همٍّ وهمْ ... في زجركَ الطيرَ على إثرِ الندم
أبشر بوقع مثلِ شؤبوبِ الرهمْ ... وقطع كفيك ويثنى بالقدمْ
وباللسانِ بعدها وبالأشمْ ... إنَّ ابنَ سعدَى ذو عقابٍ ونقمْ
فلما أتى به قال له: هجوتني ظالماً؛ فاختر بين قطع لسانك وحبسك في سرب حتى تموت؛ وبين قطع يديك ورجليك وتخليةِ سبيلك.
ثم دخل على أمه سعدى وقد سمعت كلامه؛ فقالت له: يا بني؛ لقد مات أبوك فرجوتك لقومك عامةً، فأصبحتُ والله لا أرجوك لنفسك خاصةً. أزعمتَ أنكَ قاطعٌ رجلاً هجاكَ، من يمحو إذاً ما قال فيك؟ قال: فما أصنعُ به؟ قالتْ: تكسوه حلتكَ وتحمله على راحلتك، وتأمر له بمائة ناقة حتى يغسل مديحه هجاءه.
ففعل فامتدحه فأكثر.
قال أبو محمد الأخفش: مدح بشرٌ أوساً وأهل بيته مكانَ كل قصيدة هجاهم بها قصيدة، وكان هجاهم بخمس فمدحهم بخمس؛ فمن ذلك قوله:
نام کتاب : مختارات شعراء العرب نویسنده : ابن الشجري    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست