responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 85

دخل أبو نواس على جارية الناطفي و كان قد ضربها مولاها فقال:

إنّ عنانا أسبلت دمعها # كالدرّ إذ ينسلّ من خيطه

فليت من يضربها ظالما # تيبس يمناه على سوطه‌

قال خالد الكاتب:

ما زلت أنكر ما ألقى و أجحده # فاستشهد العاذلون الدمع و النفسا

أنشد أبو السائب القاضي قول جرير:

أنّ الذين غدوا بلبّك غادروا # و شلاّ بعينك لا يزال معينا [1]

غيّضن من عبراتهنّ و قلن لي # ما ذا لقيت من الهوى و لقينا

فحلف أن لا يرد على أحد سلامه يومه إلا بالبيتين و نحوه.

و لبعضهم:

و لمّا تلاقينا جرت من عيوننا # دموع كففنا غربها بالأصابع‌ [2]

رأى الرشيدي كتابة في جدار قصر دجلة:

و ما لي لا أبكي بعين حزينة # و قد قربت للظاعنين حمول‌

و تحته مكتوب: ايه ايه ايه. فجعل يسأل أصحابه عن المكتوب تحته فلم يعرفوه فقال الربيع إنما أراد حكاية البكاء.

و قال آخر:

فلو أن خدّا كان من فيض عبرة # يرى معشبا لا خضر خدّي و أعشبا

قالت فاطمة بنت الأحجم:

كأنّ عيني لمّا أن ذكرتهم # غصن يراح من الطّرفاء ممطور [3]

و قال آخر:

نبيت كأنّ العين أفنان سدرة # عليها سقيط من ندى الطلّ ينطف‌ [4]

جعل البكاء كسحاب و قطر

قال كثيّر:

كأنّ إنسانها في لجّة غرق‌

و قال ابن الحاجب:

كأنّ السحاب الغرّ حشو جفونه # إذا انهملت من عينه عبراتها


[1] الوشل: القليل من الماء، و من وشل الماء سال و قطر، و الوشول الضعف.

[2] كفّ الدمع: منع انحداره-الغرب: النشاط و الحدّة.

[3] الطرفاء: ضرب من الشجر.

[4] الأفنان: الأغصان جمع فنن-السدرة: واحدة السدر-السقيط: ما يسقط-الندى: الطلّ-ينطف: يقطر.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست