نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 751
أخذها منّي. فقال لنفسه بغى الخير، فقال: و إني لطمته. فقال: البادئ أظلم. فقال:
فلطمني. قال: كريم أنتظر فقال أحكم بيننا. فقال: حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربعا يعني و في طريقته في الحكم.
و حكى أن عدي بن أرطأة بن إياس بن معاوية، قاضي البصرة جلس في مجلس حكمه و عدي أمير، و كان أعرابي الطبع. فقال له: يا هناة أين أنت؟قال: بينك و بين الحائط. قال: فاسمع منّي، قال: للاستماع جلست. قال: إني تزوجت امرأة قال: بالرفاء و البنين، فقال: و شرطت لأهلها أن لا أخرجها من بينهم، فقال الشرط أملك أوف لهم به.
قال: و أنا أريد الخروج. قال: في حفظ اللّه. قال فاقض بيننا قال: قد فعلت.
و قيل: إن الثعلب نظر إلى عنقود فلم ينله فقال إنه حامض:
أيها العائب سلمى # أنت منها كثعاله
رام عنقودا فلمّا # أبصرا العنقود طاله
قال في هذا حامض # لمّا رأى أن لا يناله
روى أن ضبعا صادت ثعلبا فقال لها: منّي عليّ أم عامر، قالت: اختر خصلتين إما أن آكلك أو أخصيك. فقال لها: تذكرين يوم نحكتك قالت: لا. فانفتح فوها فأفلت الثعلب فضربت العرب المثل: قالت: عرض على خصلتي الضبع.
و زعموا أن الفيل و الحمار تجمّعا في مرعى فطرد الفيل الحمار، فقال: لم تطردني و بيننا رحم؟قال: و ما هي؟قال: إن في غرمولى شبها من خرطومك، فقبل منه.
بلع ذئب عظما و بذل لكركي أجرة على أن يخرج العظم من حلقه، فأدخل الكركي رأسه فأخرج العظم ثم قال للذئب: هات الأجرة فقال: أنت لم ترض أن أدخلت رأسك في فم الذئب ثم أخرجته سالما حتى تطلب الأجرة أيضا.
و قيل للحمار: لم لا تجتر؟قال: أكره مضغ الباطل. و هذا كمثل الأعرابي لما أرمي إليه علك فقال: تعب الحنجرة و خيبة المعدة.
لقي كلب أصبهاني كلبا رازيا بالريّ فقال له: ما أطيب أصبهان إني أرى الخبّازين يرمون بالرغفان على قارعة الطريق. فقال الكلب الرازي: لا أعمل خيرا من الخروج إلى أصبهان. فلما خرج أوّل ما لقي دكان خبّاز من الطريق الذي يشرع [1] إليّ دولكاباذ فجاز [2]
بها، و أخذ الخباز يطرح الخبز على الوجه و الكلب أخذ يأكل. فنظره الخبّاز فأحمى السفود [3] و مدّه إلى خرطومه و تناول سبخة يرميه بها، فقال الكلب: عليّ هذا السعر.
[1] شرع إلى (الطريق) : نفذ، و أشرع الباب إلى: فتحه.