و كتب أبو العيناء إلى عبيد اللّه بن يحيى: أما بعد أعلم الوزير أن ابنك محمدا حمل عبدك على دابة تسوء الأولياء و تستر الأعداء، تقف بالنثرة [3] و تعثر بالبعرة [4] ، كالقربة عجفا [5] و الشنة دنفا [6] ، تسعل و تحبق معا، تضحك النسوان و تلعب الصبيان. و لقد ركبتها فمن وقفة و حبقة و سعلة. فمن قائل يقول: نقّ شعيره، و آخر يقول: التقط و احتفظ، و آخر يقول: اقطع قوائمه، و اجعله مسراحا و آخر يقول: لا تمرّ به على العلاف فتخنقه العبرة.
و قال ابن طباطبا:
قارح ملجم بالإيوان عندي # مثل شيخ إذا تعاطى الخساره
هبك صيّرته بالإيوان مهرا # كيف تحتال إن أردنا فراره
قال لما غز النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تبوك عمل رجلا من الأنصار على فرس و أمره إذا نزل أن ينزل قريبا منه شوقا إليه و شهوة إلى صهيله. فلما قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة سأل
[1] البرذون: التركي من الخيل-عاد: من العرب البائدة.