نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 665
الأبرش. و استهووا عمارة بن الوليد بن المغيرة، و نفخوا في إحليله فصار مع الوحش.
و قالوا خرافة رجل استهوته الجنّ ثم عاد يخبر عنها، و به ضرب المثل فقيل: المثل حديث خرافة.
و روي أن عمر رضي اللّه عنه استخبر المفقود الذي استهوته الجن ما كان طعامهم؟ قال: الفول. و قيل الرمّة و ما لم يذكر اسم اللّه عليه.
من ادّعى أنه من ولد الجنّ
ذكرت العرب أن عمرو بن يربوع من ولد السعالي. و ذكر أبو زيد النحويّ أن سعلاة أقامت في بني تميم حتى ولدت فيهم. فلما رأت برقا يلمع من نحو ديارهم حنّت فطارت إليهم، و فيهم قال الشاعر:
يا قاتل اللّه ابني السعلاة # عمرا و قابوسا شرار النات
أي الناس. و ذكروا أن جرهما من ولد الملائكة. و استدل على صحة تناسل الجن من الأنس بقوله تعالى: وَ شََارِكْهُمْ فِي اَلْأَمْوََالِ وَ اَلْأَوْلاََدِ[1] و قوله: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لاََ جَانٌّ[2] .
و زعموا أن النسناس تركيب ما بين الشقّ و الإنسان.
مساكن الجنّ
زعمت العرب أن اللّه تعالى لما أهلك الأمة الساكنة و بار، كما أهلك طسما و جديسا و عادا و ثمود، سكنت الجن منازلهم و حمتها من كل من أرادها. و أنها أخصب بلد فإن دنا اليوم منه إنسان غالط حثوا في وجهه التراب فإن أبى الرجوع خبلوه. و إن من أراده ألقى على قلبه الصرفة حتى كأنهم أصحاب موسى في التيه.
و قيل في المثل: لا يهتدي لكذا حتى يهتدي لوبار و ليس بذلك المكان إلا الجن و الإبل الحوشيّة.
و قالوا شيطان الحماطة، و غول القفر، و جان العشر، و شيطان عبقر. و نسب كل شيء في الجودة إلى عبقر حتى قيل لم أر عبقريا مثله.
مراكب الجنّ
ادعوا أن الجنّ يركب كل وحش من البهائم و الطيور، إلا الأرنب لأنها تحيض. و الضباع لأنها تركب أيور القتلى و الموتى، إذا جيفت أبدانهم، و القرد و أنّها لا تغتسل من الجنابة.
و قالوا يكثر ركوبها القنفذ و الورل [3] و أنشدوا للجن:
و كلّ المطايا قد ركبنا فلم نجد # ألذّ و أشهى من ركوب الجنادب