responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 628

و قال:

لدوا للموت و ابنوا للخراب # فكلّكم يصير إلى التّراب‌ [1]

و بنى أزدشير [2] بناء عظيما فدخله هو و وزيره، فقال: هل فيه عيب؟قال: عيب عظيم لا يمكنك إصلاحه. لك منه خروج لا دخول بعده، أو دخول لا خروج بعده.

فقال: لقد نغّصته عليّ.

و دخل ابن السائب القاضي على المتّقي و قد بنى داره، فقال له: كيف ترى؟فقال:

تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا.

الرغبة عن البناء

قيل ليزيد بن المهلب: مالك لا تبنى بالبصرة دارا؟فقال: أنا لا أدخلها إلا أميرا أو أسيرا. فإن كنت أسيرا فالسجن داري، و إن كنت أميرا فدار الإمارة داري.

و مرّ رجل من الخوارج على دار تبني، فقال: من هذا الذي يقيم كفيلا؟و قيل: كل مال لا ينتقل بانتقالك فهو كفيل. و لما بنى مروان داره قيل لأبي هريرة: كيف ترى؟فقال:

بناء شديد و أمل بعيد و عيش زهيد.

حرص الإنسان على البناء و ذمّ الاشتغال به‌

قيل خلق اللّه ابن آدم من تراب فهمته في حفر التراب، و خلقت المرأة من ضلع الرجل فهمتها في الرجل. و قيل: ليس في الأرض جواد و لا بخيل ابتاع دارا إلا هدم هذا و بنى هذا و إن قلّ.

و نظر الحسن إلى قصور لبعض المهالبة فقال: يا عجبا رفعوا الطين و ركبوا البراذين‌ [3]

و اتخذوا البساتين و تشبهوا بالدهاقين، فذرهم في غمرتهم حتى حين.

و مر عبد اللّه بن جعفر بعبد اللّه بن صفوان فأدخله بساتين اتخذها و قال له: كيف ترى؟قال: أراك خالفت ما قال لك إبراهيم عليه السلام: رَبَّنََا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوََادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ [4] ، و أنت قد اتخذتها بساتين.

المعيّر بأن شرفه بناؤه‌

هجا بعضهم بني عميرة و كان لهم دار شريفة في الدور الشارعة على المسجد فقال:

بنو عمير مجدهم دارهم # و كلّ قوم لهم مجد


[1] إلى التراب: و في رواية إلى يباب.

[2] أزدشير: من ملوك الفرس.

[3] البراذين: جمع برذون و هو دابة الحمل الثقيلة، و التركيّ من الخيل.

[4] القرآن الكريم: إبراهيم/37.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست