و قال:
أهدى لنا التفّاح من كفّه # يا ليته أهداه من خدّه
معاتبة من أكل التفاح
نظر بعض الفتيان إلى آخر و قد أقبل على أكل التفاح في بعض المجالس فقال:
يا ذا الذي يأكل التفاح من شرّه # رفقا فقدتك يا حتف التحيّات
و قال أبو إسحاق بن العباس:
إن الذي يأكل تفّاحة # لمستخفّ بمهاديها
و قال الخبزارزي في الاعتذار لأكلها:
أكلت تفاحة فعاتبني # فتى رآها كخدّ معشوقه
فقال خدّ الحبيب تأكله # فقلت: لا، بل أمصّ من ريقه
و قال رجل لآخر أكل تفاحة حيّاه بها: أ تأكل التحيّات فقال: و المباركات و الطيّبات.
اختلاف الأمكنة في إدراك الأصناف بصنعاء
تدرك الحنطة بصنعاء مرتين، و الشعير و الذرة ثلاث مرات و أربعا، و العنب دفعتين.
و عندهم نحو سبعين لونا عنبا. و يدرك الموز كل أربعين يوما و عندهم قصب سكر، و باقلاء و لوز و تين و رمان و سفرجل.
تعانق الأشجار
قال بعضهم:
كأنّ فروعها في كلّ ريح # جوار بالذوائب ينتضينا [1]
و قال أبو محلم:
نشاوى تثنيها الرياح فتنثني # و يلثم بعض بعضها ثم يرجع
و قال سعيد بن حميد:
و ترى الغصون إذ الرياح تنفّست # ملتفّة كتعانق الأحباب
و قال التنوخي:
عذارى تباثثن الحديث المكتّما [2]
و قال آخر:
فكأنّما ينوي التعا # نق ثمّ يدركه الخجل
[1] الفروع: الأغصان المتفرّعة-الذوائب: جمع ذؤابة و هي ضفيرة الشعر.
[2] ريث الحديث: أذاعه و نشره-الحديث المكتّم: المكتوم أي غير المذاع.