نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 593
أرويتها فاحبس الماء حتى يبلغ الماء الجدر [1] ثم أرسل الماء إلى أخيك. قال الزبير: و هذا كان صريح الحكم.
و إنما كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمر الزبير بالمعروف و مواساة أخيه فلما زاده القول قضى بينهما بصريح الحكم، فأنزل اللّه تعالى: فَلاََ وَ رَبِّكَ لاََ يُؤْمِنُونَ حَتََّى يُحَكِّمُوكَ فِيمََا شَجَرَ بَيْنَهُمْ[2] .
الضياع
قال أبو منصور العدوي:
قد كانت الضيعة فيما مضى # تغلّ من يملكها دائبه
فصار من يملكها يومنا # تغلّ من مهجته الذاهبه
ستغرق الغلّة في خرجها # و تفضل الكلفة و النائبه
(3) و ممّا جاء في الربيع و الخريف و الأزاهير و الأشجار و النبات
سأل المأمون أصحابه عن أصل النيروز و المهرجان [4] و صب الماء، فلم يخبره أحد فقال: الأصل في النيروز أن أبرويز عمر أقاليم إيران شهر، و هي أرض بابل، فاستوت له أسبابه و استقام ملكه يوم النيروز فصار سنة للعجم و كان ملكه ألفا و خمسين سنة ثم أتى بعده بيوراسف و ملك ألف سنة فقصدا فريدون و أسره بأرض المغرب و سجنه بأرض بجبل دباوند يوم النصف من ماء نهر فسمى ذلك اليوم مهرجانا و صار سنة لهم تعظيمه فالنيروز أقدم من المهرجان بألفين و خمسين سنة.
و قيل: النيروز هو يوم ولد كيومرث بن هبة اللّه بن آدم، لأن الجدران اخضرت لمولده، و أثمرت الأشجار لغير إبانها و قيل: هو اليوم الذي أحرق اللّه تعالى فيه الظلمة بالنور، و خلق السموات و الأرض، و كون الدنيا، و أمر الفلك بالدوران و أما صب الماء فهو قوم أصابتهم قحمة من الأزل، فقحطوا زمانا و انقطعت عنهم الأمطار و تموّتت مواشيهم ثم مطروا و استبشروا لطول عهدهم به فكان من رش من ذلك المزن سرّه و أعجبه، فجعلته العجم سنة إلى آخر الدهر.