و ريع له جيش العدوّ و ما مشى # و جاشت له الحرب الضّروس و ما تغلي [1]
و كتب: كاتب عاجله موته على صغره و عاقصه رداه قبل سفره، و قال التنوخي:
كغصن ثنته الريح عند اعتداله # رياح غواد بالرّدى و روائح
التحسّر على الولد
قال أبو الشّيب:
بأبي و أمي من عبأت حنوطه # بيدي و ودّعني بماء شبابه
كيف السلوّ و كيف أنسى ذكره # و إذا دعيت فإنّما أدعى به
و قال:
لعمرك ما أبقى لنا الدهر باقيا # نقرّ به عينا غداة نؤب
كأنّي وترت الدهر بابن أفاده # على حين كانت كبرة فمشيب [2]
و قال العتبيّ:
دفنت بكفّي بعض نفسي فأصبحت # لها دافن من نفسها و دفين
المتوجّع لموت البنين و بقاء البنات
قال أبو الغمر، و قد مات له خمس بنين و حصلت له خمس بنات:
مضى خمسة وجهي بهم كان مشرقا # بخمس بهنّ الوجه أسود سافع [3]
ألا يدرأ الدهر عنّا المنونا # يبقي البنات و يفني البنينا
و كنت أبا خمسة كالبدور # و قد فقئوا أعين الحاسدينا
فمروا على حادثات الزمان # كمرّ الدراهم بالنّاقدينا
مرثية عروس
امرأة مات عنها زوجها ليلة العرس، فقالت:
أبكيك لا للنعيم و الأنس # بل للمعالي و الرمح و الترس
أبكي على فارس فجعت به # أرملني قبل ليلة العرس
يا قرب مأتمها من العرس
و قال صالح بن عبد القدوس:
و كذاك الدهر مأتمه # أقرب الأشياء من عرسه
[1] ريع: أخيف-جاشت: غلت-الضروس: العضوض.
[2] وترته: أثكلته و انتزعت منه.
[3] السافع: الأسود المشبع حمرة.