responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 550

و قال الطائي:

مضى طاهر الأخلاق لم تبق بقعة # من الأرض إلا تشتهي أنها قبر

و قال:

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه # فطيب تراب القبر دلّ على القبر

المرثي بالعلم‌

أنشد أبو نواس أبا عبيدة في مرثية خلف الأحمر قوله:

أودى جماع العلم مذ أودى خلف # فليذمّ من العياليم الخسف‌ [1]

رواية لا يجتني من الصحف‌

و في أبيات كثيرة قال ما أحسنها و طوبى لمن يرثى بمثلها، فقال: مت راشدا و علي أن أرثيك بخير منها، و لما مات سفيان بن عيينة.

قال ابن مناذر:

راحوا بسفيان على نفسه # و العلم مكسوين أسفانا [2]

لا يبعدنك اللّه من هالك # ورّثنا علما و أحزانا

و قال آخر:

يبكيك للمجد أقلام مهذبة # و الأمر و النهي و الديوان و العمل‌

و قال التنوخي:

ثوى الفقه في قعر الثرى مذ ثوى به # و غاصت بحار الشعر و انقطع النظم

و لو أنّ هذا الموت خصم مفوّه # لأفحمه من عزّ ألفاظه خصم‌

المرثي بالزّهد و العبادة

رأى رجل ميتا فقال: كان و اللّه بالليل قوّاما و بالنهار صوّاما يجمع بين طرفي النهار و الليل بالعبادة، كما قال الأفوه:

لقد أبقى مكانك في لؤي # و آل محمد خللا مبينا

و ليل قد دأبت له بآي # من الفرقان بين الساجدينا

فآنس شخصك الجدث المعفّى # و أوحش قبرك المتهجّدينا [3]


[1] أودى: ذهب بـ-العياليم: جمع عيلم، و هو البئر الواسعة-الخسف: البئر المحفورة في صخر و ماؤها لا ينقطع.

[2] أسفانا: الأسفان الأسف مصدر أسف أي بالغ في الحزن و الغضب.

[3] الجدث: القبر-المتهجّد: الذي يصلّي الليل.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست