قالت هناك عظامي في ملحده # ينهشن منها بنات الأرض و الدود
و هذه النّفس قد جاءتك زائرة # هذي زيارة من في القبر ملحود
فداء الميّت لو قبل عنه الفداء
قال متمّم:
فلو أخذت منّي المنيّة فدية # فديتك منها بالسّوام و بالأهل
و قال إبراهيم بن إسماعيل:
أجاري لو نفس فدت نفس ميت # فديتك مسرورا بأهلي و ماليا
و قال البحتري:
بي لا بغيري تربة محفورة # لك في ثراها رمّة و عظام
من ذكر أنّه لو أمكنه دفع المنيّة لدفعها
قال الجميح:
فلو أني استطعت دفعت عنه # و لكنّ باعه من لا يقيل
و قال ابن الرومي:
و لو كان هذا الموت قرنا أطيقه # لما فاتني إحدى الليالي بثاره [1]
و قال الفرزدق:
فلو كانت الأحداث يدفعها امرؤ # بعزّ لما نالت يداه عريني
و قال الموسوي:
أتته المنيّة مغتالة # رويدا تخلل من سيره
فلم تغن أجناده حوله # و لا المسرعون إلى نصره
من ذكر أنّه لو حضر لدفع قاتله
قال سعيد بن علقمة:
و غيّبت عن قتل الحباب و ليتني # شهدت حتاتا يوم ضرّج بالدم [2]
و في الكفّ مني صارم ذو حفيظة # متى ما يقدم في الضّريبة يقدم
فتعلم أحيا مالك و لفيفها # بأن لست عن قتل الحتات بمجرم
فوا أسفي أن لا أكون شهدته # فحاست شمالي دونه و يميني [3]
[1] قرنا أطيقه: أي أقدر على جبهه.
[2] حتّاتا: الحتّات: اسم.
[3] فحاست شمالي: من حاس الجزار الإهاب سلخه أو كشطه.