نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 496
على بغل و أنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما و اللّه يا بني عبد المطلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر مني و من أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني اللّه إن أقلته فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين و أنت و صاحبك و ثبتما و افترعتما الأمر منا دون الناس. فقال: إليكم يا بني عبد المطلب أما أنكم أصحاب عمر بن الخطاب فتأخرت و تقدم هنيهة، فقال سر لا سرت. و قال: أعد على كلامك فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه و لو سكت سكتنا. فقال: إنا و اللّه ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة و لكن استصغرناه و خشينا أن لا تجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها. قال فأردت أن أقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أ فتستصغره أنت و صاحبك؟فقال: لا جرم، فكيف ترى و اللّه ما نقطع أمرا دونه و لا نعمل شيئا حتى نستأذنه.
و عن الحسين بن علي رضي اللّه عنهما، إن عمر بن الخطاب قال: ثلاث لم أسأل عنهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال علي: و ما هن؟قال عمر: حب الرجل الرجل لم يجر بينهما خلطة و لا معرفة، فأنى ذلك و الرؤيا، منها ما يصدق كأخذ باليد، و منها ما يكون أضغاثا، فأنّى ذلك و الرجل يتحدث بالحديث أحيانا، و يختلف أحيانا فأنى ذلك.
فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من حب الرجل الرجل لم تجر بينهما ما خلطة و لا معرفة، فإن اللّه خلق الأرواح قبل الأجساد فتلتقي الأرواح على سبب بين السماء و الأرض، فتتشام كما تتشام الخيل فما تعارف ثم ائتلف هنا.
و أما الرؤيا فإن العقل إذا عرج بنفسه و هو في النوم في المصعد، فهو كأخذ باليد و إذا هبط إلى جسده تلقته الشياطين بالأضغاث لكي تحزنه، و ما أخبرت به فهو الذي لا يصدق. و أما الرجل يتحدث بالحديث ثم ينسى، فإن القلب تغشاه ظلمة كظلمة القمر فإذا تغشى القلب تخلى عنه ذكره.
و عن أنس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إن خليلي و وزيري و خليفتي، و خير من أترك بعدي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب. و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لفاطمة: لقد زوجتكه سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة، لا يبغضه إلا منافق.
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: لقد أوحى إليّ في علي ثلاث، أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين.
و عن البراء أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي: أنت مني و أنا منك. و قال عليه الصلاة و السلام:
الحق مع علي و علي مع الحق لن يزولا حتى يردا على الحوض. و عن جابر و ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: أنا و علي من شجرة واحدة. و قال له علي: آخيت بين الناس يا رسول اللّه فمن أخي؟قال: أنت أخي في الدنيا و الآخرة.
فضائل الحسن و الحسين رضي اللّه عنهما
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أ لا أدلّكم على خير الناس عمّا و عمة؟قالوا: بلى يا رسول اللّه.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 496