نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 484
الجنة فجعل سفيان يقولها و يعدها في يده ثلاثا و أي ثلاث، فقال جعفر: قد و اللّه عقلها و فهمها.
الحثّ على حفظ معنى الاستغفار و مراعاته دون التّفوّه به
قال أبو عبد الرحمن المقري: سمعني سوار الراهب و أنا أستغفر اللّه. فقال لي: يا فتى، سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكذابين. و قالت رابعة: أستغفر اللّه من قلّة صدقي في قولي أستغفر اللّه و قيل من قدم الاستغفار على الندم كان مستدعيا.
الحثّ على الأدعية و إنها متضمّنة للإجابة
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من أعطي أربعا أعطى أربعا. و هي في كتاب اللّه من أعطى الذكر ذكره اللّه لقوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[1] . و من أعطي الدعاء أعطى الإجابة لقوله تعالى:
اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[2] . و من أعطى الشكر أعطي الزيادة لقوله تعالى: و لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[3] و من أعطى الاستغفار أعطي المغفرة لقوله تعالى: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كََانَ غَفََّاراً[4] . و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء.
الحثّ على فعل ما يقتضي إجابة الدعاء
قال بعضهم: لا تستبطئ الإجابة من دعائك و قد سددت طريقه بالذنوب. و قيل لمالك بن دينار: ادع اللّه لفلان المحبوس. فقال: مثل محبوسكم مثل شاة غدت إلى عجين فقير فأكلته فاتخمت، فصاحبها يقول: اللّهم سلمها. و صاحب العجين يقول: اللّهم أهلكها، و لا ينفع دعاء صاحبها مع دعاء المظلوم، فقولوا لصاحبكم يرد إلى كل ذي حق حقه، فإنه لا يحتاج إلى دعائي حينئذ قال طاوس: يكفي من الدعاء مع الورع ما يكفي العجين من الملح.
و قيل: ثلاثة لا يستجاب لهم دعوة رجل كانت له امرأة يدعو عليها، فيقول: أ لم أجعل أمرها بيدك، و رجل جالس في بيته يقول اللّهم ارزقني، فيقول: أ لم آمرك بالطلب، و رجل له مال فأفسده ثم يقول اخلفه لي، فيقول: أ لم آمرك بإصلاح المال.
و رأى أعرابي ظالما يدعو فقال: يا هذا إنما يستجاب لمظلوم أو لمؤمن و لست بأحدهما و إنّي أراك تخف لديك العيوب و تخفى عليك الغيوب.
مدح الاستغفار بالأصابع
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إذا سألتم اللّه فاسألوه ببطون أكفكم، و إذا استعذتموه فاستعيذوا بظاهرها. و قالت عائشة رضي اللّه عنها: استغفروا اللّه بأصابعكم التي كسبتم بها الذنوب.